وليد حسين شوقي حسن, 48 عاماً - الشرقية, مصر

6/24/2011 11:49:00 AM - المشاهدات (4292) - أضف تعليق على هذه المشاركة

سمعت لأول مرة عن حسني مبارك يوم 21 أكتوبر 1981 ، بعد إغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، رأيته وهو يحلف اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية ، كان عمري وقتها خمس سنوات ، كنت أكره هذه الرجل بدون سبب ، كنت أعتقد أن منصب رئيس الجمهورية حق أصيل للرئيس السادات و أن مبارك مجرد شخص دخيل وأغتصب مالا يستحقه.
عشت سنوات عمري مع هذا الرئيس الذي أكرهه منذ طفولتي ، سمعت من الناس الفقراء معاناتهم وشكواهم من إرتفاع الأسعار و الغلاء و البطالة التي لاترحم ، سمعت عن أحداث الأمن المركزي سنة 1986 و نزول قوات الجيش للشارع ، كان عندي أمل أن تقوم القوات المسلحة بالإنقلاب على هذا الرئيس الكريه و لكن لم يحدث شيئ ، سمعت عن الإطاحة بالمشير عبد الحليم أبو غزالة الذ كان يتمتع بحب الشعب و الجيش معا من هذا الرئيس الملعون.
سمعت عن تزوير الإنتخابات و عن ضرورة فوز الحزب الوطني بكل مقاعد مجلس الشعب ، سمعت عن البلطجية و كلاب النظام الذين يستخدمهم في إرهاب المعارضين، رأيت أيمن نور أول شخص يقف في وجه هذا الملعون يسجن ظلما و تلفق له تهمة باطلة، سمعت عن جهاز أمن الدولة الرهيب و التعذيب الذي يتم فيه و تلفيق التهم و الإحتجاز بدون تهمة ، رأيت الظلم و الفقر و الفساد ينتشر في مصر، رأيت المصريين يموتون غرقا في قاع البحر وهم يبحثون عن فرصة للهجرة خارج وطنهم الذي ضاق بهم ، رأيت هذا الملعون وهو يسير بموكبه و يستعرض قوته و جبروته على الشعب ، آلاف الجنود و الضباط تحرس سيادته ، أي مدينة يزورها تتحول إلى ثكنة عسكرية ، الصحافة و وسائل الإعلام تتغنى بسيادته و إنجازات سيادته و حكمة سيادته ، صورته هو زوجته و أبناؤه و هم يبتسمون في سخرية و تشف من الشعب كانت تستفزني ، كنت أتمنى أن أنضم لأي منظمة إرهابية و أقوم بقتل هذا الملعون و أخلص الشعب من شروره.
عندما كنت أسمع عن خبر سفره للعلاج في الخارج أو إجراؤه عملية جراحية كنت أرفع يدي بالدعاء و أقول يارب يروح ما يرجع ، يارب خلصنا منه و ريحنا ، الناس أصيبت بالإحباط و العجز ، كان الناس في نظري مغلوبون على أمرهم و راضون بالأمر الواقع ، كل من كنت أسأله عن أحوال البلد يقول لي ( يا عم كبر دماغك ، هيه دي بلدنا؟ ، دي بلدهم هما ، وإحنا شوية خدامين عندهم).
عندما حدثت الثورة في تونس دعوت الله سبحانه و تعالى أن تحدث ثورة في مصر ، لأم أصدق ما حدث يوم جمعة الغضب ، يوم خروج الشعب عن صمته ، يوم صرخ الشعب و طالب بالحرية و الخلاص من هذ الملعون ، هذا الطاغية الذ حكم مصر بالحديد و النار و أذل الشعب طوال 30 سنة ، جعل المصريين أرخص شعب في الوجود ، كان لابد من الثورة ضد هذا الملعون و إسقاطه.
و اليوم أقرأ عنه أنه محبوس على ذمة قضايا قتل و فساد و غسيل أموال هو و أبناؤه ، أقرأ عنه أن يبكي كالنساء أثناء التحقيق معه فسبحان المعز المذل الذي لا راد لقضائه.
عليك أن تدفع الثمن يا سيادة الرئيس المخلوع.

Bookmark and Share

التعليقات على حكايتي مع المخلوع

هذه المشاركة لا تحتوي على تعليقات.

كن أول شخص وأضف تعليق على هذه المشاركة الآن!

أضف تعليق على هذه المشاركة